يعد برج دار البارود أول بناء تاريخي يشاهده القادمون إلى المغرب عبر ميناء طنجة المدينة، وآخر معلمة تكون في وداعهم عند المغادرة، ومنه يمكن مشاهدة مسجد لالة عبلة الأنيق بهندسته العربية الإسلامية التي تشد أنظار الزوار .
البرج كان إلى عهد قريب يحتوي على سبعة مدافع بعدد أيام الأسبوع وبعدد المستطيلات المرصوفة بالخشب التي تزين أرضيته، ثم اختفت المدافع الواحد تلو الآخر، وبقيت هاته البقع الداكنة شاهدة على الجريمة.
إختفت ستة مدافع دفعة واحدةً وبقي واحد فقط. وقد تساءلنا في تقرير سابق عن سبب اختفاء المدافع من هذا المكان ومن أماكن أخرى؟.
هل لأنها قطعت وبيعت في الخردة؟
هل تم تذويبها ؟
هل سرقت ؟
هل وضعت في قصور كبار القوم ؟
هل هربت إلى الخارج؟
إنها أسئلة بدون إجابات يطرحها الرأي العام المحلي، كما يسأل عن مآل العتاد التاريخي المهم الذي تم العثور عليه أثناء فترة الحجر الصحي الكامل في ساحة (الديوانة القديمة ) على شكل ذخيرة حربية للمدافع بمختلف أحجامها !!
وبالنسبة لطنجة -المدينة الحربية بامتياز- فإن تلك المدافع شكلت في الماضي كابوسا مرعبا لأعدائها على مر العصور والأزمنة. فبفضلها تمت مواجهة المهاجمين والغزاة بالحديد والنار .
ولذلك يجب أن يشكل موضوع اختفائها اليوم كابوسا مرعبا للمستهترين بالإرث التاريخي للمدينة.
فتلك القطع المفقودة يجب أن تعود إلى مكانها لتكون أول المستقبلين لأصدقاء المدينة من السياح المغاربة والأجانب الذين تبنى عليهم الآمال لإنعاش صناديقها المنهكةً والمثقوبة.
لكنه مع نوعية القائمين حاليا على كل من قطاعي الثقافة والسياحة لا يمكن الإسراف في التفاؤل. ولربما سيكون هذا المدفع الذي بقي هناك، فقط لأنهم لم يجدوا مكانا غيره لربط الكلب. وفي ظل العبث الحاصل في هذا الميدان، فقد يختفي هذا المدفع الأخير، ويبقى ذلك الكوخ الأخضر الصغير كقطعة أثرية قد تجد من يدافع عنها ويدعي أنها كانت مسكنا لكلب أهل الكهف. حالة المدفع هي صورة واحدة فقط من الواقع المزري للمآثر التاريخية بطنجة.
المكتب المركزي لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين
17-04-2021