خطر تسربات المياه العادمة على المباني الأثرية بطنجة

يبدو أن عملية ترميم المباني التاريخية في محيط باب المرسى بطنجة لم تحقق بعد تلك النتائج المرجوة منها بسبب عدم تغلبها على مشكل تدفق المياه العادمة المرتبطة بهشاشة شبكة الصرف الصحي داخل المدينة القديمة .. فمنذ سنوات وهي ترشح بإفرازات ملوثة أدت إلى تغيير معالم المباني الموجودة بالمنطقة وإتلاف أجزاء منها. وقد انكشف ذلك بشكل واضح بعد تعرية الموقع والكشف عن معالمه، حيث بدا بشكل واضح وجود نقط سوداء وتعفنات ناتجة عن تسرب مياه الواد الحار الذي ترك بصماته في أكثر من مكان كما يتجلى في هذه الصور، حيث توجد بؤرة سوداء خلف باب المرسى القديمة .. وكذلك في أسفل الصخور التي تشكل الدعامة الأساسية لقلعة دار البارود .. وذلك قبالة مقر المركز الأمني بالميناء .. إن استمرارهذا المشكل يهدد بنية وسلامة تلك المباني التي لا بد أن تتأثر بفعل مكونات المياه العادمة التي تؤدي إلى تفكيك الصخور وتعطيل مفعولها ..
وللإشارة فقد سبق للرابطة إثارة هذا الموضوع منذ انطلاق أشغال الترميم في سنة 2016 ، إلا أن الجهات المعنية قد وقفت موقف المتفرج . ولم تتخذ أي إجراء في هذا الصدد .. ويجهل سبب ذلك الموقف السلبي .. هل الأمر يتعلق بصعوبة التدخل والكشف عن مصدر التسربات. أم أن القضية ترتبط فقط بالكلفة المالية التي لا يريد أحد أن يتحملها. ولذلك يتم الاكتفاء بأنصاف الحلول ..مما يساهم في تقديم صورة مزيفة عن المعالم التاريخية التي تفقد قيمتها ودورها في الإبهار وتحقيق الإعجاب وحفظ الذاكرة التاريخية .. ونقل صورة مشرفة عن ثقافة البلد وحضارته ..
إن استمرار هذه الحالة في موقع إستراتيجي وحيوي مثل باب المرسى، يعد استهتارا بالمسؤولية وعجزا عن القيام بالدور الذي يجب القيام به من أجل إنقاذ التراث العمراني للمدينة وتثمينه ..

المكتب المركزي لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين
01 غشت 2018

Related posts

Leave a Comment