ينتظر أن تعرف غابة الرهراه بطنجة كما كان متوقعا انطلاقة أشغال إحداث النادي الجديد للفروسية لتعويض النادي التاريخي الذي اتخذ قرار ترحيله من موقعه الأصلي بطريق بوبانة إرضاء لخواطرالملاك الخواص. وسيتم بموجب هذا القراراستهداف مساحات واسعة من الملك الغابوي وسط هذه الغابة. وذلك بالرغم من اعتراض مكونات الرأي العام المحلي التي طالبت بالإبقاء على أرضية النادي السابق الذي يعد من معالم طنجة. إلا أن الكفة الراجحة كانت لصالح الطبقة المتنفذة التي استطاعت لي ذراع تصميم التهيئة والحصول على ترخيص استثنائي لفتح فضاء النادي أمام التعمير. علما أنه كان في الإمكان البحث عن حل لتعويض أصحاب الملك في إطار ما ينص عليه القانون . . بل أضعف الإيمان، كان هو البحث عن موقع آخر بديل من أجل تفادي المس بحرمة الغابة وتقليص مساحتها وتعريتها من الغطاء الغابوي، في ظل تراجع مساحة الملك الغابوي بطنجة . . وقد تم في هذا الصدد تقديم اقتراح من طرف الرابطة لنقل النادي إلى مقر إذاعة صوت أمريكا بمنطقة عين زيتون.في الوقت الذي كان ذلك المقر التاريخي لا زال مزودا بكل المرافق والتجهيزات الضرورية لإيواء هذا المشروع. فضلا عما يتوفر عليه من مساحات واسعة صالحة للاستعمال كميادين للفروسية …. لكن كل ذلك لم يحرك ساكنا لدى هذه الجهات، لأنها وضعت نصب أعينها غصب ذلك العقار التابع للملك الغابوي في غابة الرهراه . والذي ما فتئ يتعرض للاستنزاف المفرط بسبب اتساع دائرة البناء العشوائي الذي يأكل الغابة من أطرافها. وكذلك بفعل المشاريع التي يراد إنزالها بعين المكان. فإضافة إلى نادي الفروسية، هناك مشروع إقامة مقبرة جديدة أطلق عليه اسم “المقبرة النموذجية” في موقع غير مناسب نهائيا . وقد سبق للرابطة المطالبة بتغيير مكان توطينها من أجل الإبقاء على المجال الغابوي . وهناك مشروع ثالث في طريق الإنجاز يتعلق بتهيئة منتزه طبيعي من طرف إدارة المياه والغابات. ولعله المشروع الأهم لو لم يأت متأخرا. ويستحب أن يشمل كل مساحة الملك الغابوي المتبقى من أجل حمايته من التفويت والترامي … والمؤسف أن معظم المشاريع المقرر إنجازها داخل الملك الغابوي لا تراعي خصوصية الغابة وشروط استمرارها، حيث يتم استهداف الأشجار بشكل مفرط ومبالغ فيه لغايات ومبررات غير مفهومة .. كما تعاني هذه الغابة أيضا من وجود بؤر للاستثمار الخاص بضيعات تربية الدجاج المتمركزة وسط الغابةوالتي يتسبب أصحابها في تلويث المجال وإنهاك الغطاء النباتي والغابوي. أما المعضلة الخطيرة، فهي تلك الهجمة الشرسة التي تتعرض لها أشجارالغابة دون توقف على يد الحطابةوناهبي الأتربة من جهة، وعلى يد أصحاب الشاحنات الذين حولوا فضاءاتها إلى مطرح للنفايات وكل أنواع الردم ومخلفات البناء والمواد الملوثة دون أن يحرك المسؤولون ساكنا. مما يؤكد على وجود موافقة ضمنية على تنفيذ هذا المخطط الإجرامي .. ومما يؤكد ذلك هو موقفهم السلبي تجاه هذه الممارسات التي تهدد آخر ما تبقى من المجال الغابوي بطنجة ..رغم الصيحات المتكررة والنداءات المقدمة إلى الجهات الوصية من أجل حماية الملك الغابوي الذي يتجه لا محالة إلى الانقراض.
المكتب المركزي لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين
22-04-2019