فضيحة هدم فندق “سيسيل” التاريخي بطنجة

بمجرد سقوط جزء من الواجهة الخارجية لمبنى فندق سيسيل بطنجة بعد الأمطار الطوفانية ليوم 8 فبراير 2021 ، صفق أصحاب العقار لهذا الإنجاز الذي جادت به الطبيعة، لأنه الحلم الذي ظل يراودهم منذ سنوات لما وجدوا أن الطريق لم تكن سالكة لهدمه والشروع في استغلال العقار في البناء، خاصة بعد أن أصبح الملك مرتبا ضمن قائمة المباني التاريخية منذ سنة 2006، لكونه يتعلق بمعلمة تاريخية تمثل أقدم فندق في طنجة. وبعد فترة من الانتظار والتربص إثر دخول الفندق في طور الإفلاس، تم اللجوء بتواطؤ مع المسؤولين إلى اعتماد سياسة ترك الحبل على الغارب والإبقاء على الفندق عرضه للنهب والتخريب الشامل، حتى لم يتبق منه إلا أطلال بالية في الوجاهة. لكنه بعد إحداث مشروع “المارينا” في واجهة الميناء، أصبح المشهد المقزز لتلك البناية المتهدمة يشكل إحراجا للمسؤولين. فتحركت الإدارة بحزم، وأمرت أصحاب العقار بإعادة ترميم الفندق واحترام تصميمه وهندسته الأصلية التي يجب الحفاظ عليها مهما كانت الأحوال، مع احترام المقتضيات القانونية المنظمة للمباني التاريخية والآثار. فكانت الخطوة الأولى هي الإعلان عن مشروع إعادة بناء وترميم منذ سنتين، حينما قررت المقاولة وضع لوحة في الوجهة للتعريف بالمشروع ومكوناته. لكنها لم تتقدم ولو خطة إلى الأمام .. واستمر تدهور المبنى حتى تعرى من كل ما كان يميزه على المستوى الخارجي. ولم يتحرك أصحاب الملك إلا حينما علموا بسقوط الأطلال المتبقية بفعل تأثير الأمطار، حيث تم الشروع بسرعة قياسية في إزالة السياج والشروع في عملية الهدم بالمعاول وبآلات الحفر كما يتجلى في الصورة.. ولكن في أي اتجاه؟ وماذا يراد إنجازه بهذه السرعة ؟. وهل أصبح المشروع ناضجا لإعادة “سيسيل” إلى الحياة؟. وما رأي المسؤولين الذين يخشى أن تقر أعينهم بهذا الإنجاز الكبير؟ .. فهل سيحرصون على تتبع هذا المشروع للتأكد من مدى احترام شروط إعادة إصلاحه أو بنائه طبقا لدفتر التحملات الذي يجب أن يكون خاضعا لإشراف لجنة الجمالية والآثار .. وهل سيتم الالتزام بالمعايير التي من شأنها الحفاظ حقا على الفندق في وضعه السابق الذي تحتفظ به ذاكرة المدينة وكذلك الوثائق التاريخية؟ ذلك ما يحب الرأي العام أن يطمئن إليه ويعرف حقيقته، وذلك من خلال اعتماد الشفافية في إدارة هذا المشروع وفسح المجال للجن المختلطة لتتبعه الأشغال عبر كل المراحل …
المكتب المركزي لربطة الدفاع عن حقوق المستهلكين
11-02-2021

Related posts

Leave a Comment